علمتني الحياه أن أواجه الاعصار وحدي وأن أكون سيده لنفسي, علمتني الحياه أن لا أستسلم خوفا" من أن اكون أضحوكه لمن حولي, وأن أتعلم من الناس وأخذ منهم العبر, علمتني الحياه أن ابتسم وأنا في أكثر المواقف حاجه للبكاء كي لايعرف الناس نقطه الضعف عندي.وقالت لي الحياه"احذري كل الحذر من ذاك الخطر المنتظر", سألتها:"وما ذاك الخطر المنتظر" قالت لي:" لايهم المهم أن تكوني حذره"
سرت مع الأيام وحدي وسألت نفسي ماذا ياترى يخبيئ لي المستقبل? كان سؤالي حائر متعطش للاجابه مثل تعطش الغريق للهواء ولكن لا داعي للقلق, فأن كنت الآن في هدوء بال فلا خوف على, ستأتي الأيام لي بأيه مصيبه على كل حال. وفي يوم من الأيام همست في أذني الحياه وقالت لي:"حانت ساعه الامتحان" سألتها:"أهناك أمتحان وبماذا?" قالت لي:" ألم تعترفي أني علمتك الكثير?" قلت:"بلى وأنا مستعده لأي امتحان".
سارت بي الحياه حتى أوصلتني عند شاطئ بحر وقالت لي:" افعلي ما شئت وفي نهايه المطاف لكي نتيجه الامتحان . جلست وحدي أحدث نفسي وقلت لها:"أيا نفس هل توافقين على أن أعوم في هذا البحر من أجل مواجهه المصائب?"ضحكت نفسي وكأنها تقول لي ألا زلت صغيره وجاهله فقيره,قلت لها فقيره?!قالت لي: نعم فقيره الخبره,أتريدين أن تعومي وأنت لا تعرفين أسرار هذا البحر وحتى لا تعرفين العوم?قلت لها:" أذن كيف سأتقدم لأمتحان الحياه" قالت لي:" صبرا" جميلا" فأن في التأني السلامه والعجله الندامه أولا" راقبي البحر تعرفي أسراره,أفهمي حواره, أطلعي على أخطاره, وراقبي أمواجه,واحصى أمواته الذين خانهم بعد أن أعطى لهم أمانه".
أقتنعت بنصيحه نفسي. ثم جلست خلف أمواج البحر أراقبه, منظره جميل أصوات أمواجه غريبه فجيعه,وفي داخله كان سر غريب,وفي يوم من الأيام وأنا أجلس على الشاطئ ارتفعت أمواج البحر وامتدت حتى وصلت الشاطئ وخطفت مني أغلى ما أملك!صرخت بأعلى صوتي:"أعيدي الي ماأملك أيتها هالأمواج",لم تجبني وكأنها لاتسمعني,آه يانفس ماذا أفعل? هل أنتظر حتى أعرف قواعد العوم.لا, لن انتظر,سأنزل في هذا البحر وأدافع عما كنت أملك.سأواجه الأمواج حسب قواعدي ومعتقداتي.نزلت البحر ومن خلفي لحقني صوت عال مرتجف يقول لي:"أين تذهبين?.فأنت تغريقين!?أجبت "أذهب لمواجهه هذا اللعين!"عاد ذاك الصوت يقول لي:"لايافتاتي عودي عودي فأنتي مازلتي صغيره و لاتعرفين عن البحر شئ من أكاذيبه وألاعيبه." نظرت خلفي لتلك الأنسانه التي تمد لي يداها لتنشلني من غرقي وعيوني مليئه بالكلمات, وكأنها تفهم مالا أفهم. سألتها:"وماذا تريدين مني?" قالت لي:" أريد أن تعودي".قلت لها:"وهل يعجبك استسلامي?,قالت لي:"ألا زلت لا تفهمين كلامي?"قلت لها:"وضحي لي"قالت:" أكبرك بسنين أفهم أكثر منك عن هذا البحر اللعين?"لقد حرمني أجمل أيام حياتي,دون أعوم فيه.فقط لمجرد أنني وقفت أحدق فيه!"قلت لها:"لكني مصره على رأيي"قالت لي:"ألا تخافين بعدما سمعت كلامي?"قلت:"لا,لا أخاف ومن قال لك أني مازلت أخاف? أن كل مشاعري وأحاسيسي أختفت من داخلي لمجرد أني دخلت هذا البحر.وانطلقت في البحر و الأمواج وحدي, وكان البحر أخطر وأغدر مما توقعت في بعض الأيام يكون هادئا" فأشعر أنه استسلم ورضخ لمطالبي ولحظات بسيطه حتى يتحول الي أمواج عاليه متلاطمه,تخبط وتصدم بكل الكائنات, ورغم أنني كنت وحدي أواجه تيار الحقد والشر والحرمان,ألا أني لا أحرم نفسي ولو للحظه واحده من تذوق الأمل والشعور بأن هناك على الشاطئ الآخر ينتظرني مصيري الذي أريده?!فأنا أخشى أن يكون بعد هذا البحر العنيف حاجز عالي وصلب عنيد يمنعني من وصول الشاطئ الآخر,ولو كان الأمر مقتصر فقط على مصارعه الأمواج فأنا مستعده لذلك, ولكن أن كان الحد الفاصل بين البحر والشاطئ حاجز لا يمكن لأحد أن يتجرأ ويحاوره أو يقترب منه ماذا سأفعل?على كل حال فأنا لازلت في منتصف الدرب أواجه الأمواج العاليه وحدي,وعندما أصل ألي النهايه سأكتبها بيدي وأن كانت هذه النهايه هي تلك النهايه التى أريدها فسأكتب كلماتها بحروف من نور وسأنقشها على أوراق التاريخ ولكن النهايه مجهوله فما زالت المعركه مستمره