إن مرحلة الشباب هي أجمل مرحلة من مراحل عمر الإنسان ، ولعل أجمل ما يميز هذه المرحلة عن المراحل السابقة هي الأحلام والطموحات .
في هذه المرحلة تختلف أحلام وطموحات الفتيات عما كانت عليه أحلام وطموحات أمهاتهن وجداتهن ، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف ما بين الأجيال , والمجتمعات , فلكل جيل همومه ومشاكله الخاصة به , ولكل مجتمع عاداته وتقاليده لذلك يجب على كل فرد منا أن يعي هذه المسألة و أن يفكر بحياته ويرسم أحلامه ويسعى لمستقبله انطلاقا من هذه المعطيات ، لذلك لا نستغرب أن يكون هناك العديد من الضحايا الذين سقطوا عند منعطفات التغيرات الاجتماعية كونهم لم يستطيعوا فهم الواقع الذي يعيشون فيه فاختلطت عليهم أمور الحياة ولم يعد بإمكانهم تمييز أحلام الواقع عن أحلام اليقظة فدفعوا ثمن سوء تقديرهم لإمكاناتهم وقدراتهم الذاتية , وسوء تقديرهم للظروف المحيطة بهم . على العموم إن نجاح الفرد الشاب والشابة يظل مرتبطا في المحصلة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسرة والمجتمع بشكل عام , ولكن هذا لا ينفي قدرات الإنسان الذاتية ومهاراته وقابلياته , فكثيرا ما يصنع الإنسان تاريخه بنفسه , ولكن قبل أن يبدأ في صناعة هذا التاريخ عليه أن يعلم قبل أي شيء آخر أن الناس يصنعون حياتهم و مستقبلهم بأيديهم ولكنهم لايصنعونه كما يريدون .